
تأثير الحقول الكهرطيسية وشبكات 5G على صحة الانسان:
ينتشر في الأوساط التقنية والعلمية مؤخرا بأن شركة هواوي الصينية العملاقة هي رائدة العالم الآن في تقنية جديدة
فائقة السرعة والذكاء الإصطناعي الذي يفوق التقنيات الموجودة حاليا في عالم الاتصالات والذكاء الاصطناعي
بآلاف المرات “كما يقال” إنها تقنية فايف جي 5G أو تقنية الجيل الخامس في عالم الاتصالات.
وفي الآونة الأخيرة من أواخر عام 2019 وبدايات عام 2020 ، باشرت دول عدة توفير خدمات شبكة اتصالات
الجيل الخامس المعروفة بـ”5 جي” (5G) وسط منافسة عالمية على نشرها، ويترافق هذا التطور مع تحذيرات
صحية كثيرة ومخاوف كبيرة منها ما هو ضمن نطاق المعقول ومنها ما يخرج عن المألوف والمنطق .
احداث تخريب تطال أبراج اتصالات الجيل الخامس
وبسبب تلك التحذيرات والمخاوف الكثيرة انتشرت أحداث تخريب وتدمير لأبراج الاتصالات الحديثة الداعمة لتقنية
اتصالات الجيل الخامس 5G وذلك في عدة بلدان حول العالم ومنها أمريكا وفرنسا وبريطانيا وبعض دول شرق آسيا
…وذلك على وجه الخصوص بعد انتشار وباء كورونا مؤخرا في كل بلدان العالم .
وتشكل تكنولوجيا شبكة الجيل الخامس ثورة هائلة في عالم الاتصالات، فهي ستوفر سرعة فائقة في نقل البيانات
مقارنة بتكنولوجيا الجيل الرابع الحالية، مما سيتيح وصولا أسرع إلى المحتويات، مع إمكان نقل مليارات البيانات من
دون عوائق.

وستسمح تكنولوجيا الجيل الخامس بالربط بين الأجهزة الإلكترونية على أنواعها، مما يساهم في انتشار تقنيات
المستقبل على نطاق أوسع، كالسيارات الذاتية القيادة والمصانع المشغلة آليا والعمليات الجراحية من بعد والروبوتات
“الذكية” وغيرها.
السرعة الهائلة لهذه التقنية وانتشارها في أوروبا وأمريكا والصين
بهدف زيادة حجم البيانات المتداولة تستخدم شبكة الجيل الخامس نطاق ترددات أعلى من تلك المستخدمة في شبكة
الهواتف المحمولة الحالية تنطلق من 3.4 غيغاهيرتزات لتتخطى 26 غيغاهيرتزا مستقبلا.
ولكن كلما علت الترددات كانت الموجات أقصر، لذلك يتطلب نشر شبكة الجيل الخامس زيادة عدد الهوائيات، مما
يثير مخاوف بعض المنظمات غير الحكومية.

وبدأت الولايات المتحدة نشر شبكة الجيل الخامس في بعض المدن، كما أعلنت كوريا الجنوبية في أبريل/نيسان الماضي تغطية شاملة لأراضيها.
وفي أوروبا، باتت سويسرا وفنلندا وإستونيا وموناكو أول من بدأ بنشر شبكة الجيل الخامس، في حين قدمت ألمانيا
للمشغلين الترددات الضرورية لذلك، وستحذو حذوها.
أما الصين فبدأت توفير خدمات الجيل الخامس منذ الأول من نوفمبر/تشرين الثاني في خمسين مدينة، بينها بكين وشنغهاي.
الموجات الراديوية وصحة الإنسان
كثيرة هي مصادر الترددات الراديوية من حولنا: الهواتف المحمولة وحتى أجهزة التلفزيون والراديو وشبكات
الإنترنت اللاسلكي (واي فاي)، ومع أن ذلك يثير مخاوف لكن الأبحاث لم تثبت حتى الآن أن التعرض إلى الحقول
الكهرومغناطيسية المنخفضة القوة يشكل خطرا على الصحة.

مع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى “إمكان زيادة خطر الورم الدماغي على المدى الطويل لدى مستخدمي الهواتف
المحمولة بشكل كثيف” بحسب الوكالة الوطنية الفرنسية للأمن الصحي للغذاء والبيئة والعمل (أي أن أس إي أس).
وهذا ما حمل التابعة لمنظمة الصحة العالمية عام 2011 على تصنيف الترددات اللاسلكية بأنها “قد تكون مسرطنة
للإنسان”، موصية باعتماد وسائل استخدام الهاتف بعيدا عن الرأس.
وفي بحث نشر عام 2016 قدرت الوكالة الوطنية الفرنسية للأمن الصحي للغذاء والبيئة والعمل أن موجات الأجهزة
المحمولة والأجهزة اللوحية والألعاب المتصلة قد يكون لها تأثير على الوظائف الإدراكية للأولاد وعلى ذاكرتهم
وقدرتهم على التركيز والتنسيق، وأوصت بالحد من تعريضهم لها.
تأثيرات بيولوجية وفيزيولوجية
تقول منظمة الصحة العالمية إن “الأثر البيولوجي الرئيسي للحقول الكهرومغناطيسية الناجمة عن الترددات اللاسلكية
هو أثر حراري”، مما يعني ارتفاع الحرارة في المناطق المعرضة لهذه الحقول.
إلى ذلك، أوضح الخبير في الوكالة الوطنية الفرنسية للأمن الصحي للغذاء والبيئة والعمل أوليفييه ميركل أن “بعض
الدراسات أشارت إلى وجود تأثيرات بيولوجية وفيزيولوجية تصيب مجالات محددة كالنوم أو الضغط”.
يشار إلى أن التأثيرات البيولوجية لا تعني بالضرورة آثارا صحية، الأمر الذي يصعب على غير المتخصصين
تمييزه، فالآثار البيولوجية هي إشارة إلى أن الجسم يتأقلم مع تغيرات بيئته.
ويبين الباحث إبراهيم سلماوي من المعهد الفرنسي للبيئة الصناعية والمخاطر أن “الإجهاد مثلا يرفع نسبة الأدرينالين،
والجهد الجسدي يرفع حرارة الجسم، وهذا رد فعل فيزيولوجي طبيعي”.
وتنحصر المسألة تاليا في معرفة ما إذا كان تراكم التأثيرات البيولوجية يفوق قدرة جسم الإنسان على التأقلم، الأمر
الذي قد تكون له حينها عواقب على صحة الإنسان.
خلاصة الدراسات حتى 2020
ويقول أوليفييه ميركل إن نطاق الترددات المعتمدة لبدء نشر شبكة الجيل الخامس، أي نحو 3.5 غيغاهيرتزات “قريب
جدا من تلك المستخدمة حاليا لشبكة الجيل الرابع أو شبكة الإنترنت اللاسلكية (واي فاي)”، وبالتالي فإن ذلك لا يغير بشكل جذري الأسئلة العلمية المطروحة بشأنها.

لكن الأمر سيختلف مع تغير النطاق لاحقا ليصل إلى 26 غيغاهيرتزا (وهذا ما يطلق عليه اسم شبكة الجيل الخامس المليمترية).
وفي هذا الصدد، يقول ميركل إنه “اعتبارا من 10 غيغاهيرتزات لا تدخل الطاقة الكهرومغناطيسية عمليا إلى الجسم
بل تتركز على مستوى البشرة، ويطرح ذلك أسئلة مختلفة بشأن الآثار المحتملة على الصحة”.
كما يوضح سلماوي أنه “عند عتبة الـ70 غيغاهيرتزا لا يكون الدماغ معرضا أبدا لهذه الطاقة ، ويكون التركيز
سطحيا على مستوى البشرة والأذنين”.
المعلومات غير كافية حتى الوقت الراهن والمستقبل كفيل بتوضيح ذلك
والمعلومات عن هذه المسائل غير وافية في الوقت الحاضر، وفي عام 2012 قامت الوكالة الوطنية الفرنسية للأمن
الصحي للغذاء والبيئة والعمل بتقييم الماسحات المستخدمة في المطارات والتي تعمل بالموجات المليمترية، فكانت
الخلاصة أن “هذا النوع من الماسحات لا يشكل خطرا على صحة الإنسان”.
لكن الموجات وإن تشابهت من حيث النوع فهي تختلف لناحية استخدامها، فمع الانتقال إلى الجيل الخامس سيكون
تعرض الناس للموجات على نطاق أوسع بكثيركلما توسع انتشارها وزاد العمل بها واستخدامها.
وبحسب أوليفييه ميركل، تستعد الوكالة الوطنية الفرنسية للأمن الصحي للغذاء والبيئة والعمل لمباشرة دراسة تحليلية
بشأن الآثار المحددة التي قد تتأتى من إشارات شبكة الجيل الخامس على الإنسان، وتأمل إتمامها بحلول نهاية 2020.
الكثير يتمنون بأن لا تكون تلك التأثيرات والمخاوف حقيقية وإلا فإنها ستواجه حدا من انتشارها، فيما يتسبب بتراجع
حاد في مجال التقنيات والاتصالات وربما إلغاء الكثير من الميزات التي يحلم بها الكثير من عشاق التقنية وحتى
كبريات الشركات العالمية .

الكثير منا يتابع أخبار التكنلوجيا والاتصالات ولكن ندعوكم من موقعكم المفضل موقع معلوماتي لتتابعوا معنا أحدث
المستجدات في عالم الصحة لأن صحتكم تهمنا …وأحدث التقنيات لأن معرفتكم تهمنا بكل تأكيد.
شاركونا بآرائكم وتعليقاتكم حول المواضيع التي نطرحها في موقعنا لنوافيكم بكل جديد……..
لكم منا أطيب الأمنيات…..